مع الاستهداف الممنهج للمنتجات الفلاحية المغربية.. وزير الفلاحة الإسباني يحُل بمكناس كضيف شرف وعينه على فتح "شراكة جديدة" مع المملكة
تزامنا مع الحملة التي تنهجها عدد من الهيئات الفلاحية الإسبانية ضد المُنتجات المغربية، يحُلّ وزير الفلاحة الإسباني لويس بلاناس، اليوم الاثنين بالمغرب استجابة لدعوة رسمية من نظيره المغربي محمد صديقي، لحضور فعاليات النسخة السادسة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة، والتي ستكون مناسبة لوضع أسس خارطة طريق جديدة في القطاع الفلاحي تقوم على أساس التعاون المشترك.
ووفق ما أعلنت عنه وزارة الفلاحة الإسبانية، في بلاغ عمّمته أمس الأحد، فإن الوزير الإسباني الوصي على القطاع الزراعي، سيحُط بالمغرب اليوم الاثنين لحضور افتتاح المعروض الدولي للفلاحة (سيام) كضيف شرف الدورة السادسة عشر التي تحتضنها مكناس هذه السنة تحت شعار "المناخ والفلاحة: من أجل أنظمة إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود".
وسطّرت الوزارة الإسبانية الوصية على قطاع الفلاحة، برنامج المسؤول الحكومي موردة أنه في 22 أبريل، سيحضر افتتاح المعرض الفلاحي الدولي السادس عشر بالمغرب، ممثلا للمملكة الإسبانية باعتبارها ضيف الشرف.
وفي اليوم الموالي، من المرتقب أن يلتقي لويس بلاناس مع نظيره المغربي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي وكذلك مع كبار المسؤولين من الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي ستكون بدورها حاضرة ضمن أشغال الدورة السادسة عشر للمعرض، إلى جانب مفوضة الاقتصاد الريفي والزراعة في الاتحاد الأوروبي، جوزيفا ساكو.
هذا، وسيُعقد مؤتمر إسباني مغربي أيضا يوم 23 أبريل الجاري، يلتقي خلاله المسؤول الحكومي الإسباني بلاناس ونظيره المغربي محمد صديقي، برجال الأعمال من البلدين من أجل تدارس سبل تعزيز التعاون في القطاع الفلاحي.
ويشارك وزير الفلاحة والصيد البحري والأغذية، لويس بلاناس، في افتتاح المعرض الزراعي الدولي بالمغرب (SIAM، ممثلا لإسبانيا بلد الشرف لهذا الحدث المخصص للتكنولوجيا الزراعية والصناعية الزراعية، والذي يقام في مكناس من 22 إلى 28 أبريل، باعتباره الحدث "الأكثر أهمية في شمال إفريقيا" وفق التوصيف الذي استعملته وزارة الفلاحة الإسبانية.
وفي هذه الدورة السادسة عشرة، تحمل إسبانيا شعار "المناخ والزراعة: من أجل أنظمة إنتاج مستدامة ومرنة"، مع جناح مؤسسي كبير، يقع في منطقتين مختلفتين من المعرض، لعرض قوة الأغذية الزراعية الإسبانية، باعتبارها رابع أكبر مصدر في الاتحاد الأوروبي والسابع في العالم، وفق وزارة الفلاحة الإسبانية، التي أكدت أن هدف الحكومة هو تعزيز علاقات التعاون وتعزيز العلاقات التجارية مع الشركات في القارة الأفريقية.
وبالتعاون مع مؤسسة الصادرات والاستثمارات ICEX Spain، تشارك وزارة الزراعة ومصايد الأسماك والأغذية بنشاط في المعرض الدولي للفلاحة من خلال مؤتمرات مرتبطة بموضوعات رئيسية مثل الابتكار الزراعي والاستدامة وتغير المناخ وإدارة المياه والتقنيات الجديدة.
وأشارت الوزارة، إلى أنه وتحت هذه المظلة المؤسسية سيقدم الخبراء الإسبان والمغاربة في 23 أبريل الجاري، رؤيتهم حول التقنيات الذكية والابتكارات المطبقة على المحاصيل، كما ستعمل إسبانيا على تعزيز صورة جودة وتميز غذائها، فضلا عن كونها دولة تنتج الآلات والتكنولوجيا المبتكرة في خدمة المزارع.
هذا، وسيتحدث الوزير الإسباني يوم الثلاثاء 23، في حفل افتتاح المؤتمر الرفيع المستوى حول البحث الفلاحي، بمعية وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، ومفوضة الاقتصاد الريفي والزراعة في الاتحاد الأوروبي، جوزيفا ساكو، ونائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ماري هيلين سيميدو، حيث سيتبادل المشاركون في هذا الاجتماع الرفيع المستوى، الخبرات للبحث عن حلول للمشاكل الناجمة عن التغير المناخي.
وذكرت الوزارة الإسبانية، بأن لويس بلاناس تلقى دعوة إلى المعرض من قبل نظيره المغربي محمد صديقي حيث سيعقد معه اجتماعا ثنائيا في إطار مؤتمر إسباني مغربي سيتناول خلاله تعزيز التعاون بين البلدين في القطاع الفلاحي، كما سيلتقي الوزير بممثلي الشركات من المملكتين.
وتأتي هذه الزيارة، تزامنا مع الحملة الشرسة التي تقودها العديد من المنظمات الفلاحية الإسبانية، بإيعاز من أحزاب اليمين المتطرف ضد المنتجات المغربية، والتي وصلت حد تقديم مقترحات في البرلمان لمنع استيراد البضائع والمواد الغذائية المغربية، بدعوى أنها "ملوثة"، وهو ما دفع وزير الفلاحة نفسه في وقت سابق لإيضاح بأن بعض الأحزاب مشكلتها الأساسية هي المغرب، وليس البضائع.
وكان وزير الفلاحة الإسباني، لويس بلاناس، بدوره سبق أن أشار بأن الإشعارات الصحية التحذيرية تشمل العديد من البلدان وليس المغرب فقط، مؤكدا على أن الأسواق الإسبانية والأوروبية عموما، لا تصل إليها أي بضائع ملوثة، حيث تُجري السلطات الصحية مراقبة دقيقة، وكل شحنة تثبت تعرضها لأحد العوارض الصحية يتم إيقافها.
ويقام المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، هذا العام على مساحة تفوق 12 هكتارا، أن يشكل منصة حقيقية للتبادل وتقاسم الخبرات بالنسبة للخبراء والمهنيين القادمين من 70 دولة مشاركة، بما في ذلك إسبانيا ضيف شرف هذه السنة، وكذا مناقشة مختلف المواضيع التي تهم على وجه الخصوص سبل التكيف مع التغيرات المناخية، ودور الابتكار، واستخدام التكنولوجيات في القطاع الفلاحي، فضلا عن استدامة وصمود النظم الفلاحية.
ويهدف هذا المعرض إلى أن يكون أيضا واجهة حقيقية لتعزيز تنوع وثراء منتجات الأراضي المغربية والحرف المحلية والمنتجات الفلاحية. وبهذا، تستفيد التعاونيات والمجموعات الاقتصادية وكذا الجمعيات من هذا الحدث للرفع من رقم معاملاتها والترويج لمنتجاتها.
علاوة على ذلك، فإن مشاركة هؤلاء الفاعلين الاقتصاديين في هذا المعرض تتيح لهم فرصة تسويقية مواتية قادرة على تعزيز سمعة مؤسساتهم وزيادة حضورهم في السوق الوطنية والدولية. ولا يقتصر المعرض على أن يكون مجرد ملتقى فلاحيا؛ بل يشكل أيضا حافزا للتنمية الاقتصادية وتعزيز الهوية الثقافية والحرفية للمملكة.
وموازاة مع ذلك، يرتقب أن يتضمن البرنامج العلمي للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب لسنة 2024 تنظيم ندوات رفيعة المستوى ينشطها خبراء وطنيين ودوليين بارزين من أجل مناقشة التحديات الراهنة والحلول المبتكرة في المجال الفلاحي. ويتعلق الأمر، من بين أمور أخرى، بالمؤتمر الوزاري السنوي لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية (تريبل أ).
وبفضل التنوع الذي يزخر به، فإن الملتقى يعرض 12 قطبا موضوعيا، من بينها قطب "الفلاحة الرقمية"، والذي سيقَدم لأول مرة بغرض تسليط الضوء على التكنولوجيات الرقمية القادرة على إعادة الابتكار في مجال الفلاحة.
وبحسب المنظمين، فإن هذا القطب، الذي يعتبر تقاطعا ملهما للابتكار التكنولوجي والعالم الفلاحي، يمثل فضاء ديناميكيا لاستكشاف أحدث التطورات الرقمية، والحلول المبتكرة، والممارسات الرقمية الثورية في المجال الفلاحي.